Sunday, March 16, 2014

الحركات السياسية وشرعيتها





يُحكى قديماً وجود حديقة ملاصقة لقصر حكومة إحدى الدول إعتاد الناس على فرش البساط والجلوس بجانب حائط القصر لدرجة ان في احد الاجتماعات صرخ احد الوزراء كيف تريدون أن نناقش الضرائب في جلستكم السرية والناس يستمعون ويدونون مانكتب !

انتقل الكلام من غرفة الاجتماعات الى ماخلف الحائط وتناقلته الألسن ثم ثار الناس بعدما استمعوا لكلام الوزير وسبب ثورة الغضب لا بتحقيره لهم بل ثاروا لسماعهم كلمة ضريبة تمس قوتهم

اجتمعوا القيادات مرة اخرى للخروج من ازمة التسريب واتفقوا ان الضريبة فُهمت خطأ وان نقاشهم كان لفرض ضريبة على من يرغب في الجلوس على الحديقة والاستمتاع بالخضرة والوجه الحسن

اتذكر هذه القصة كلما تذكرت رأي حكومتنا على انشاء الاحزاب فهي ترتعد من مواجهة الرفض للفكرة وتناقشها في اجتماعاتهم الخاصة بقطع بتر من يطرحها

وتدرك هي قبل غيرها ان الاحزاب وتأسيسها هي مرحلة مستقبلية لايمكن ان تعمل هي على طرحها وشرعنتها وهدم حاضرها ومستقبلها

وتدرك هي ان لاقانون حازم يجرمها ولا هناك قانون يشرعها فتركت الموضوع معلق كباقي مواضيع البلد مُعلقة

بل اكثر من ذلك نجد كبار الحكومة وقياديينها يحضرون مناسبات تلك الاحزاب الغير مُشهرة والمعلنة ومنهم ناصر المحمد وجابر المبارك في زيارتهم لحدس والتحالف في شهر رمضان المبارك





والادهى من ذلك جميع الحكومات التي تُشكل لايمكن ان تقسم الا بعد مشاورة تلك الاحزاب لترشيح احد اعضاءها لتمثيلهم لكسب شرعية الحكومة وكأن تلك الاحزاب شرعية و مُشهرة

الأمر المضحك هي نفس الحكومات التي تحارب اي حزب جديد ينوي اشهاره مثال على ذلك حزب التحرير فبعد اعلانه تم تحويلهم للقضاء وبعد ان فصل فيها القضاء من تلك التهم المُعلبة تركت الحبل على القارب لا هي من تقدمت بقانون ينظم تلك المؤسسة ولا هي من شجعت اعضاء مجلس الأمة على تبني قانون ينظمها

ويخطئ من يعتقد أن بإمكان الحكومة أن تحاسبهم وفق نص المادة 30 من القانون رقم 31 لسنة 1970 بتعديل قانون الجزاء الكويتي أنه تحظر الجمعيات أو الجماعات أو الهيئات التي يكون غرضها العمل على نشر مبادئ ترمي إلى هدم النظم الأساسية بطرق غير مشروعة أو الى الانتقاض بالقوة على النظام الاجتماعي أو الاقتصادي القائم في البلاد

إن الاستناد على هذا النص سرعان ماينحسر أمام المحكمة ان قدم أمام المحكمة ما يثبت خلاف ماهو مذكور وأن وسيلتهم ندوات سياسية وتواصل ما بين المجتمع

لذلك وفروا على انفسكم البحث عن سُبل تجريم الحركات الجديدة وتعاملوا معاهم بالواقع وليس بلغة المكابرة