Wednesday, July 20, 2011

فريق جابر الأحمد



أثارت فيني أفتتاحية القبس والتي تطرقت لحكومات المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد الصباح و إنجازاتها ، وقبل الأفتتاحية بأسبوع تقريباً توسعت وبالصدفة في حقبة الستينات والسبعينات و عن سبب تميز الشيخ جابر الأحمد

الشيخ جابر الأحمد في ذلك الوقت كان وزيراً للمالية وكان يعتمد بالمقام الأول على مدير مكتبه آنذاك فيصل المزيدي الذي أستطاع أن يكسب ثقة الشيخ به خصوصاً أنه جامعي و صاحب طموح في بناء البلد






أقترح المزيدي على الشيخ بأن يكون معه الخبير المالي العراقي فخري شهاب صاحب الخبرة العريقة و صاحب الشهادات العليا بعد أن غادر العراق و أستقر في لندن و من هنا بدأت قصة تنمية البلد

أستطاع فريق جابر الأحمد أن ينسجم مع نفسه و مبادئه و طموحه في نقل البلد إلى مصاف الدول المتطورة و أن هناك ثروة و فائض مالي يجب أن يستغل أستغلالاً صحيحاً

فلسفة فخري شهاب كانت تنحصر في الآتي :

يرى بأن ليس لدى الكويت من الموارد الطبيعية الضرورية للتنمية سوى مورد واحد سهل دائماً تحويله إلى عائدات نقدية و هو البترول وأن البلاد فقيرة في الموارد الأخرى اللازمة للتنمية سواء أكانت طبيعية أم بشرية

ولذلك ينبغي أستخدام موارد الكويت المالية لتطوير البنى التحتية و تنشيط الأقتصاد و التعليم و تكوين أحتياطي من المدخرات للأجيال القادمة و مهما بلغت الموارد المالية فإنه ينبغي على الكويت أن تدخر للمستقبل لأنها تعيش على مورد قد ينضب

كذلك يرى بأن تقوم الحكومة بتغطية نفقات الدراسة الجامعية لجميع خريجي الثانويات الراغبين في مواصلة تعليمهم على أن تقتصر على الضروريات لا على أسباب الراحة و الكماليات

و أقترح على الحكومة أن تخصص ١٠٪ من الدخل الجاري لإقامة صندوق للأجيال القادمة و لا يجوز أستخدامه إلا لدعم مستقبل الكويتيين

وبهذه المقترحات الجوهرية التي تبناها الشيخ جابر أستطاعت الحكومة أن تحقق طفرة في تنمية العقل و البلد و أنعكس ذلك على المجتمع الكويتي بأجمعه و نما الاقتصاد بمعدل سريع بسبب الانفاق على البنية التحتية و شراء الأراضي وبرامج الأسكان و من تنشيط واضح للقطاع التجاري

بعد هذه الطفرة أتضح لفريق الشيخ جابر الأحمد بأن عدد العمال و مستوى تدريبهم لم يكونا كافين لإنجاز التطور السريع فنصح شهاب الشيخ جابر الأحمد بتبنى باب الهجرة والإقامة للمواطنين العرب و خصوصاً المثقفين وأصحاب المهارات منهم ففتحت الكويت أبوابها للعرب دون قيود و أدى دخولهم إلى الكويت و قبولهم للأجور المعقولة بأن يساهموا في إزدياد معدل الإنماء

ولم يكتفي الفريق الرائع بالنتائج المحلية و أقترح أن تقوم الحكومة بإنشاء صندوق كويتي للتنمية الاقتصادية من أجل أن يكون للكويت دوراً إقليميا يقوم على المساهمة في تطوير المنطقة وأقطار عربية أخرى نامية وأستطاع هذا الصندوق الذي ترؤسه عبداللطيف الحمد أن يحدث تغييراً في الحياة الكويت أولاً ثم في حياة المنطقة كلها إذ أجتذب أصحاب المواهب و تعاقد مع ذوي الثقافة الرفيعة و كون فرقاً لزيارة الدول التي تعاني من الضيق الاقتصادي و ساعد على دراسة و تنفيذ أستراتيجيات الإنماء و لذلك أستطاع أن يجعل الكويت ذات الخلفية البدوية بعد سنوات قلائل من حصولها على الأموال الطائلة إلى مؤسسة شبيهة بالبنك الدولي في العالم العربي

هذا بإختصار ما عمله فريق الشيخ جابر الأحمد و يجعلنا نتساؤل هل أستفدنا من هذه التجربة و من هذه الحقبة المهمة في تاريخ البلد أم نتحسر على أيامها ؟