Sunday, March 4, 2012

حكـومة دَاجّة


دردشة سريعة مع احد نواب الأغلبية في مجلس الأمة الحالي وسألته عن تفاؤله بالمرحلة القادمة و عن مدى تحقيق الانجازات ؟ أجاب اجابة واضحة لا لبس فيها بل انها اختصرت الجُمَلْ و المعاني " من صجك ترى الحكومة دَاجّة والله يستر " .

هذا بالفعل التعبير الصحيح و الوافي بما نعانيه من سنوات الضياع في ظل حكومات مترهلة تعتمد فقط على الاسماء لا على الاعمال و على الاجتهادات الشخصية " المحدودة " لا على النهج السليم والقويم .

نعم الشعب الكويتي متعطش جداً لرؤية الازدهار و التنمية و متعطش لرؤية القوانين والحزم في تطبيقها و تحقيق أعلى درجة من درجات النزاهة و الشفافية لكـن هل بمقدور هذه الحكومة أن تعمل على تكريس هذا المبدأ ؟ اشك بذلك !

لا زالت الحكومة تمارس ذات الاخطاء بل انها تسير وبكل اريحية على النهج القديم القائم على اختيار اشخاص وتعيينهم بدرجة وظيفية كبيرة تسمى بدرجة " وزير " ويقوم معاليه بتلقى التعليمات داخل مجلس الوزراء و من ضمن هذه التعليمات ان يكون مكبل اليدين لا يستطيع ان يتقرب من هذا أو من ذاك .

الوزراء الجدد لا المعادين الى الوزارة عليهم الأمل كبير وعليهم ان يدركوا ان العمل الوزاري لا يقتصر على اجتماع دوري لمجلس الوزراء واعتماد ما جاء من توصيات او الاكتفاء بحضور لجان مجلس الامة او جلساته او بمتابعة قضية يثيرها نائب من هنا او من هناك بل يجب عليهم ان يسيروا وفق منهج جديد منهج يزلزل الوزارة التي يتقلدها لترك بصمة تخلد بها اعماله وبصماته كما فعل غيره القله من الوزراء الخالدين في ذاكرة موظفي وزاراتهم و العمل على نبش القبور الموجودة بالوزارة و اتخاذ اشجع القرارات والعمل وفق مسطرة يسطرها باسمه لا باسم رئيس وزراءه .

لا يمكن ان نتصور عمل الوزير بأنه فقط للقاء القياديين وحثهم على العمل بل ان العمل هو المفروض ان يحثهم على التفاني لا بالمزاجية وليس من الضروري ان يقوم بعض الوزراء بتفويض بعض صلاحيتهم التنفيذية بحجة الانشغال الدائم الى بعض القياديين نعتقد بأن بعض ما نعانيه اليوم من تخلف و من تراجع في الاداء هو بسبب اداء بعض من هؤلاء القياديين .

كنت أمُني النفس بأن اشاهد بعض الوزراء الجدد قد تواضعوا و اجتمعوا مع بعض القيادات الوسطى في وزاراتهم و النظر في مطالبهم و الاستماع بشكل مباشر عن العقبات التي تواجهم وعدم اعتماد على تقرير يكتب من ذلك الوكيل او الوكيل المساعد .

ما نعانيه اليوم ليس بوجود المحاصصة الوزارية بل ان المشكلة تكمن في قياديين جل اهتمامهم تقديم الولاء و الطاعة رغبة في التجديد عند نهاية كل عقد .

أجزم ان الكثير من القيادات الوسطى او حتى من الموظفين لديهم الرغبة الكاملة و الطامحة لخدمة هذا البلد و الارتقاء بتطوره و تنميته لكنهم يصتطدم بتخلف تلك القيادات التي تدار بالمزاجية والمحسوبية .

نعم الوقت مبكر جداً للحكم على اداء الوزير او الحكومة بأكملها لكن بالله عليكم بماذا نحكم ونحن نشاهد وزراء كانوا شهوداً على تخلف وفساد العهد السابق ! او بماذا نحكم على حكومة عجزت عن تعيين وزير بحجه شرطه بإزاحة وكيل وزارة ؟ هل وصل بنا الحال ان نشاهد عجز وزير بمحاسبة وكيل معين بدرجة " وزير " وهو الأعلى منه سلطة ؟ اذاً بماذا نقول لمن هم تحته ويعانون من تسلطه وجبروته ؟

كيف تريدون لحكومة تحارب المتنفذين بالبلد وهي عاجزة عن محاسبة مناديبهم في الوزارات و الهيئات الحكومية ؟

لذلك ارجوكم قبل ان تتحدثوا عن النهج الجديد و "رونا" افعالكم قبل اقوالكم