Monday, September 3, 2012

متى نتسامى على الجِراح ؟


بعد انتخابات ٢٠١٢ انقسم الشارع ما بين مؤيد لتحركات الاغلبية و مابين مؤيد للحدود الدُنيا مع الاغلبية ويختلف في طرح البعض منهم و مابين يختلف اختلاف كلي مع ما يطرح من الاغلبية وغير متقبل اطلاقاً أن تكون هي القائدة للتجمعات والمجلس.

اختلط الحابل بالنابل بعد ان صدر الحكم الشهير ببطلان المجلس ليصطف لنا فريقين ما بين مؤيد و مابين معارض لتتوحد السُلطة من جديد و تبدأ برسم أهدافها مرة أخرى بعد ان استغلت الظروف المحيطة ومدى انقسام الاغلبية من تلقاء نفسها رغم تصريحات اعضاءها بمدى تماسكها الا ان البعض يدندن على تشجيع الخلاف بينهم ونبش التصاريح من هنا ومن هناك .

حتى المؤيدين للأغلبية ما بين ممتعض من خطاب البعض ومابين فريق ماتفرق معاه فهو بالنهاية وصل لمرحلة اليأس بالنظام وبالعملية الديمقراطية بكبرها ويرى بأن أي خطاب حتى لو طائفي او يحمل نفساً بغيضاً فهو بالنهاية ردعلى حملات التخوين والتشكيك الدائم بهم .

ما يحدث هو تحول لا ارادي ل لبننة الكويت بشكل تلقائي فلا الفريق الاول قادر ان يدافع عن فريقه ولا الفريق الثاني ايضاً قادر على لجم بعض المتكسبين منه واصبح من ينظر للكويت بعينه يحتاج لليزك لينظر للأمور بأن ما يحدث ما هو الا نظام مسرحي بنقاوة عالية انتجتها حكومات سابقة ونظام سعى لتكريسه بين أبناء المجتمع لينشغل بهذا الطرح ويتناسى ماله من حقوق ومكتسبات .

قد لايكون تفكيك الدوائر جل اهتمامهم بل البعض منهم لازال يرى بأن الدستور ماهو خطأ تاريخي لكن الآن يرونه وسيلة فقط للوصول الى الحُكم ومن غيره بتعتفس المسألة لذلك البعض منهم الآن من أشد مناصري هذا الدستور لا حباً فيه ولكنه الوسيلة الأسهل والأسلم للوصول الى المبتغى .

لذلك ترى السلطة بأن الوضع الحالي للدوائر وبهذا الوضع قد يقضي على بعض الأحلام للوصول الى المبتغى اذاً لا بد من العودة للنظام القديم الذي يضمن وصول عدد اكبر ممن يقدم المباركة لا الاعتراض على من يتم اختياره .

وفق هذا وذاك كيف لشباب التحرك أن يعيد ترتيب أوراقه من جديد ويواجه من يريد أن يملى علينا بدلاً من ان نملى عليه ارادة أمة ؟ كيف لشباب أن يبتعد عن فكرة نجاح فرد وسقوط آخر بنظام الانتخابات ؟ كيف لشباب أن يتسامى عن جِراح أشهر بسيطة لينظر أن الجرح الدامي منذ الخمسين عام لازال يدمي ولابد من تضميد جراحه ؟ كيف لنؤمن بسلطة تعمدت بشكل أو بآخر تعطيل الدستور ان نثق بها لمجرد اختلافنا مع من يتحرك حالياً لمواجهة العبث ؟

كيف لا نتوحد و نترك الاختلافات لتتحدث عن شجونها بوقت الاقتراع ! لماذا لا يتم الاتفاق على نظام جديد وفق منظور اصلاحي جديد يحدده الجميع بدلاً من انتقاد تجمع من هنا وتجمع من هناك فهل الانتقاد وسيلة لاصلاح الوضع الراهن ؟ ما يحصل الآن من تراشق ما هو الا ضوء أخضر لمزيد من العبث ولمزيد من التفتت التي ستطال الجميع على المدى البعيد

آخر سطر...
يقول الفقيه القانوني الكبير الدكتور عثمان عبد الملك رحمه الله : إن مكامن الحرية هي ضمائر حية و قلوب زكية و عقول ذكية، فإن خمدت روحها في مكامنها فلا دساتير تنفع و لا قوانين تردع و لا محاكم تمنع من أن يحل محلها القهر و القسر و الاستبداد.

اللهم بلغت اللهم فأشهد