Monday, October 24, 2011

العناد السياسي



وانا اكتب هذا الموضوع و صلتني رسالة مفادها موافقة وزير المواصلات و ممثل ديوان الخدمة المدنية على جميع مطالب نقابة الكويتية بعد اضرابهم اليوم و شل حركة مطار الكويت الدولي

لم يكن الاضراب الذي نفذ اليوم هو الأول من نوعه في المؤسسات الحكومية بل سبقته عدة جهات منها النفط و الجمارك ، موظفي القطاع للنفطي لم يقوموا بالاضراب فقط لوحوا و الحكومة قامت بالاستجابة ، اما موظفي الجمارك فقد شلوا البلد و استجابت الحكومة لمطلبهم بعد ان تسبب اضرابهم بخسائر ضخمة

ما حصل من اضرابات ينتج لنا أن لدينا ادارة حكومية لا تفقه أ ب في علوم الادارة و لم ننتظر الاضرابات حتى نصل الى هذه النتيجة المخزية ،، رغم ان ما حصل كارثة فهي تهدد الموظفين نهاراً بمواجهة الاضرابات و تعلن استعدادها و توفيرها البدائل و تتوسل ليلاً و ترضخ للمطالب

شر البلية ما يضحك ف حكومتنا لا زالت تتعامل بمنهجية العناد فهي الى الان لم تتعلم من دروس السنوات القليلة الماضية ، ترد قانون بنك جابر الاسلامي و المجلس يقره بالعناد ، ترد زيادة الخمسين دينار و المجلس يلزمها ، ترفض الدوائر الخمس و المجلس يجمع عليها و توافق عليه مُرغمه

تتطور الأزمنة و لا زالت الحكومة تعتمد على العناد كمنهج ، فهل هذا المنطق ينطبق على هذا الجيل ؟

العناد الحكومي لم يقتصر على الكوارد و المطالبات فهناك من يتهم الحكومة بالفساد و الرشاوي يقابلها تجاهل و بمنطق العقلية القديمة تركوهم ، هذا المنطق يكرس فعلاً عند الشباب بأن الحكومة فاسدة و حينها لن يفلح مفهوم العناد

اليوم الحكومة تخلت عن عنادها في تحقيق مطالب الموظفين و غداً ستعجز في مواجهة عناد الشباب في محاربته لفساد الرشاوي و الحوالات

Friday, October 21, 2011

بعد حُكم الدستورية

أسدل الستار على فصل مهم من فصول مرحلة الشيخ ناصر المحمد ، والجميع كان يترقت ما قد ينتج عن قرار المحكمة في طلب التفسير المُقدم لها من الحكومة في المواد ١٠٠، ١٢٣، ١٢٧

المادة ١٠٠ :
لكل عضو من أعضاء مجلس الأمة ان يوجه الى رئيس مجلس الوزراء و إلى الوزراء استجوابات عن الأمور الداخلة في اختصاصاتهم

المادة ١٢٣ :
يهيمن مجلس الوزراء على مصالح الدولة و يرسم السياسة العامة للحكومة و يتابع تنفيذها و يشرف على سير العمل في الادارات الحكومية .

المادة ١٢٧ :
يتولى رئيس مجلس الوزراء رياسة جلسات المجلس و الاشراف على تنسيق الأعمال بين الوزارات المختلفة.

و قد صدر القرار من المحكمة الدستورية بأن كل استجواب يُراد توجيهه إلى رئيس مجلس الوزراء ينحصر نطاقه في حدود اختصاصه في السياسة العامة للحكومة دون أن يتعدى ذلك الى استجوابه عن أية أعمال تنفيذية تختص بها وزارات بعينها أو أي عمل لوزير في وزارته .

و بعيداً عن حيثيات الحُكم فقد حمل قرار المحكمة صدمة لم يتوقعها المراقبون بحُكم أن المحكمة قد فسرت في وقت سابق هذه المواد الدستورية و توقعوا بأن المحكمة لن تأتي بجديد .

قد لا يخفي بأن الدستور هو الذي جعل المحكمة الدستورية هي المختصة و حدها بتفسير نصوص الدستور ولم يكن ذلك من صنع قرار انشاءها بل ان الدستور قد خلا من نص صريح يخول اي جهة القيام بتفسير النصوص الدستورية عدا الجهة القضائية المشار اليها ، كما نصت عليه المادة ١٧٣

يعين القانون الجهة القضائية التي تختص بالفصل في المنازعات المتعلقة بدستورية القوانين و اللوائح و يبين صلاحياتها و الاجراءات التي تتبعها .

اذاً أسباب وجود تلك المحكمة لضمان سيادة الدستور في البلد و اخضاع سلطات الدولة لقواعده و حدوده و تقييد كل سلطة بما فرضه الدستور على نشاطها تثبيتاً لدعائم الشرعية و موجباتها .

الا ان اللجوء الدائم للمحكمة الدستورية و تفسير بعض النصوص قد يُفسر بأنه مبالغة في ضمانات السلطة التنفيذية و مخافة أن تطغى هذه الضمانات على شعبية الحُكم و رقابة السلطة التشريعية .

ومن الضروري جداً ابعاد السلطة القضائية عن الصراع السياسي ف أي قرار يصدر قد يحسب أنه لمصلحة طرف ضد طرف آخر خصوصاً و أن المواد المطلوب تفسيرها قد سبق و أن فُسرت فلا جديد في نتائجها بل مزيداً من الانشقاق و الضياع .

لذلك من الخطأ الاعتقاد بأن هذا القرار قد يحد من سيل استجوابات رئيس الحكومة بل ان الحكومة ستندم على طلبها للتفسير و ستدرك بهذا القرار قد أعطى حُجية جديدة ستسخدم في القادم من الأيام تحت عنوان السياسة العامة .

وبالكويتي نقولكم لا تفرحون وايد واللي شار عليكم و هقكم