و بعد نقاش طويل عن أمور الحياة ومشاغلها بادلني بسؤال جميل ( شفت يا جاسم شلون حياتنا هدت وامورنا السياسية أصبحت أكثر هدوء بعد رحيل ربعك عن أجوائنا السياسية ؟ )
أجبته طبعا إجابتي لن تغير قناعتك لكن أسمع هالقصة : يحكى أن مذيع سعودي طلبت منه الادارة إجراء حوار مع الشيخ محمد متولى الشعرواي رحمه الله وقبل
الانتهاء من الحوار قال له يا شيخ في سؤال يدور في خاطري وأود أن أسألك إياه فقال له اسأل يابني ، فقال المذيع : يا شيخ ما رأيك بقرار صالح النعيمة الاعتزال ؟ فقال رحمه الله : ايه وانا مالي اعتزل ولا لآ
فقلت لصاحبي القصة لو تركنا الجانب الفكاهي في القصة لشاهدنا ان المذيع حتى لو استجاب لضغط إدارته بعمل اللقاء مع الداعية فهو أراد أن يعود لما يشغل باله وتفكيره في تلك اللحظة ، وحتى لو سلمنا بتفكيرك أن هناك من انقاد خلف السياسيين فهناك طبيعة لدى الكويتيين بصفة عامة أن جميع أمورهم لو بدئتها بأي قصة اجتماعية مثلا فمن المستحيل أن لا تقودك إلى السياسة
ها انا معك نتبادل الحديث عن الحياة فسألتني انت في النهاية عن السياسة و لو تكلمنا عن التفكك الاجتماعي لتجد ان من بين الاسباب عجز الزوج عن الوفاء بمصاريف الحياة وثقل كاهله بإيجار البيت وغيرها من الامور وستجد نفسك في مربع السياسة
ولو تكلمنا عن الرياضة وعن مستوى الرياضة بشكل عام ستجد نفسك أيضا في فلك السياسة والعناد على تطبيق القوانين
ولو تكلمت عن المعاملات و البيروقراطية ستجد نفسك أيضا في فلك السياسة ودور القياديين على حلها
ولو تكلمت عن الطرق و الزحمة لتجد نفسك أيضا في فلك السياسة و عجز الوزراء المتعاقبين على طرح الشكلة وحلها
ولو تكلمت عن المطار الوجه الحضاري للدولة ستجد نفسك أيضا في فلك السياسة ودور المناقصات والترضيات السياسية في تأخير طرح مبنى جديد
وغير ذلك من الأمثلة الكثير و الكثير لا يمكن أن أن تكون للسياسيين دور في تهييج الناس والحراك بشكل خاص ولكن الظروف هي من تدفعك لتعود لتسأل عن واقعك الحالي ومايشغل تفكيرك فمن حرك مشاعر الناس هي فعل السياسة بالناس لا فعل السياسيين بها
وانتهى الحوار ولازال صديقي الشيخ يضحك على سؤال المذيع ولا زلت أنا أفكر بواقعنا الحالي ولكل منا واقعه
No comments:
Post a Comment