Tuesday, December 18, 2012

و مــاذا بــعد ؟


سؤال يدور في فلك الكثير من ابناء المجتمع ويتردد اينما يتواجد الفرد سواء أكنت في البيت ام العمل لكن من منا يملك الاجابة على سؤال وماذا بعد ؟

إن أصعب شعور يشعر به الفرد هو العيش في ظل قرار مُستفرد لا مجلس منتخب تستقوي منه القرار وتؤمن به وتعيش بفخر المشاركة بالقرار ولا سلطة تنفيذية قادرة على تحصين قراراتها بشعبوية القرار حتى وان حاولت ان تجمل الوضع بعض الوسائل الاعلامية برسم وهم العيش بجو ملئ بالديموقراطية كما توهم نفسها قبل الشعب انها اتخذت منهجا لتصحيح القرار و لو نظر أحدهم للمرآة لضحك على  نفسه  قبل أن يضحك الناس عليه 

وفي ظل هذا الوضع يصاب المواطن بالقلق وعدم الاستقرار فتُعطل طاقاته وتُقتل حوافزه وطموحاته ويكفي لذلك أن يراقب الدارس ما يجري حيث تلاحظ الا مبالاة من العديدين فالأكثرية يتصرفون حيال مؤسسات الدولة وكأنها لا تعنيهم 

مخطئ من يعتقد بأن ما نعانيه اليوم هو جراء ذلك المرسوم المشؤوم الذي مزق المجتمع واحدث الخلافات حتى بين ابناء البيت الواحد ، ان ما نعانيه اليوم هو افتقار الناس لشعورهم الحقيقي بأنهم بالفعل شركاء فعليين في الحكم وأن لهم حق الرقابة على السلطة يوجهون الانتقادات ويقدمون الاقتراحات بلا حرج أو خوف لأن الحكومة من أي نوع كانت لا تخرج عن وصف الاستبداد ما لم تكن تحت المراقبة الشديدة والمحاسبة التي لا تسامح فيها 

كيف يتحقق ذلك وكيف تُطلب الانتقاد ونحن نرى الشباب يُزج يوميا الى الزنانين بسبب كلمة كتبت من هنا أو تجمع أقيم هناك وحين تتعالى الاصوات عليهم تخرج الافواه المدافعة متذرعة بتطبيق القانون وسيادته ! أي قانون هذا الذي يعتبر الشاب مدان حتى تثبت براءته وفق أي منطق و وفق أي دستور وقانون !؟

مخطئ أيضا من يعتقد بأن الشباب أو الحراك بأجمعه قد يمل أو يخف تدريجيا ان طال امد الازمة ، فهذا رهان خاسر فنفس الشعوب أطول فالشباب الى الآن يشعر بنشوة الانتصار لما حققوه من خطوات تلمسوها بأنفسهم ، فبعد خمسين عام من اقرار الدستور استطاعوا ان يسقطوا رئيس وزراء وأن يحلوا برلمان والاهم من ذلك فبعد ان منعوا من الجلوس خارج الدواوين قبل سنتين نشاهدهم الان يقودون المسيرات ويتوسعون في عقد الندوات 

شباب اليوم يعتقدون بأن مسعاهم هو مسعى للحرية والتقدم وأن حربهم مع سلطة استطاعت أن تقرب و توظف متسلقين لا يرعون أياً من قيم الأخلاق أو قواعد المروءة ولا يبالون أيضاً في جلب الويلات لأمتهم وعلى نقيض هذا الفعل نشاهد أن تلك التصرفات تفجر الطاقات الكامنة في الشباب والاستفزاز الدائم بالتفرد بالقرار ومحاولة مهاجمتهم يدفع ذلك الحراك الى تكثيف الجهود وتنشيط حركتهم فبوادر العصيان المدني ظاهرة وليست مخفية 

بإختصار على السلطة ان تدرس ما حصل بعين مجردة وبعيدة عن المتسلقين لتشاهد بنفسها ما جنته خلال السنوات الاخيرة فقط 

No comments: