قرأت كما قرأ غيري مقالة مدونة جبل وارة والتي كانت بعنوان رسالة الى الرئيس احمد السعدون و تفاجأت بكمية المغالطات والتجني والخيال الواسع وكأن من كتبها ليس بصديقنا القديم بل هو أحد كُتاب طالبين العيش
حاولت في البداية ان أتجاهل الأمر فمن يسلك درب التجني لا يمكن ان تقنعه بمعلومة صحيحة بل هو أساسا لا يريد تصحيح تلك المعلومة وكما قال الامام الشافعي رحمه الله
لا تعطين الرأي من لا يريده ... فلا أنت محمود و لا الرأي نافعه
الأخ وارة خلق مجموعة مواضيع وفي كل موضوع يأخذ منه العنوان ويركب عليها الغلط للسعدون ولم يكتفي ابدأ بالمقالة الأولى بل أضاف مقالة أخرى كارثية بالمعلومات لكنها وللأمانة أخف حدة من سابقتها
ترددت في كتابة الرد ليس بسبب المعلومات التي ذكرها في المقالتين فتفنيد ما ذكره الأخ سهل جداً على اي متابع لأعمال المجلس ولكن التردد بسبب عدم الانزلاق بمعارك صبيانية لن يستفيد منها الا المتمصلحون من بقاء الوضع الفاسد وأستبعد ان يكون جبل وارة منهم
لكن إصرار الأخ وارة و مكابرته على ان من رد عليه بعد مقالته الاولى ما هم الا عاطفيين و مجاملين ولا يملكون الحجة متجاهلا ان الكثير فضل عدم الرد عليه لقناعتهم بأن قضيتنا اليوم قضية وطن وليست معارك جانبية وشخصانية
وتذكر يا صديقي سابقاً بأن التاريخ لا يخضع للمجاملة وأن الحقائق تذكر كما هي لك ولغيرك من أراد أن يشبع في مقالتك لطم ولك ان تحكم عقلك وتنصفه بدلا من هجوم متحامل
ذكرت قصة المديونيات الصعبة ودور احمد السعدون في اعادة التصويت عليها حتى يقر القانون مرددا عبارة المجلس سيد قراراته وكأنك تردد الآية الكريمة ولا تقربوا الصلاة دون أن تكملها نعم المجلس سيد قراراته بما لا يخالف الدستور أو اللائحة ومما لاتعلمه يا اخي مجلس ١٩٩٢ كان يتعامل وفق لائحته القديمة قبل ان يتم تعديلها في ٢٠٠٦ التي كانت تنص على ان إقرار القوانين تتطلب أغلبية خاصة لم تتوفر آنذاك لإقرار القانون او سقوطه فان لم تحظى بالأغلبية الخاصة يُعلق القانون وما دُوّن بالمضبطة انه بعد انتهاء التصويت طلب النيباري وإسماعيل الشطي والمرحوم الربعي نقطة نظام يطلبون اعادة التصويت لعدم تحقيق القانون للأغلبية الخاصة وتمت اعادة التصويت وظل موقف السعدون كما هو دون تغيير الامتناع ولم يكن هذا القانون الوحيد الذي تمت اعادة التصويت فيه فالميزانية أعيد التصويت عليها في ذلك المجلس ٧ مرات ولم يعترض أحد لأنها لم تخالف الدستور او اللائحة
ذكرت أيضاً ان بفضل السعدون ورعايته أقر قانون مخالف للدستور وهو قانون محكمة الوزراء الذي بفضله تم حماية الفاسدين كما ذكرت وتناسيت أولا ان القانون لم يكن مخالفا للدستور بل هو تطبيقا للمادة ١٣٢ من الدستور التي تنص على أن يحدد قانون خاص الجرائم التي تقع من الوزراء في تأدية أعمال وظائفهم ويبين إجراءات اتهامهم ومحاكمتهم... وتناسيت أيضاً ان القانون مقدم من نواب ليس من بينهم السعدون وعدم تنفيذ القانون بالشكل السليم لا يتحملها المُشرع
ثم تطرقت الى استجواب القلاف لوزير الداخلية وعن رعاية السعدون لتحويل ذلك الاستجواب الى اللجنة التشريعية وهذه معلومة تبين هشاشة معلوماتك وضعف حجيتك فالاستجواب ياسيدي الفاضل لم يحول بل طلبت الحكومة ان تناقش الطلب بجلسة سرية وهذا ما نصت عليه اللائحة الداخلية للمجلس المادة ٦٩ جلسات مجلس الأمة علنية ويجوز عقدها سرية بناء على طلب الحكومة ... وصوت السعدون والقلاف ضد السرية إلا ان القلاف انسحب بعد التصويت مما أدى الى سقوط الاستجواب
ثم تطرقت في مقالة التجني بمهاجمة السعدون لشباب كرامة وطن وتناسيت بمشاركته لمسيرات كرامة وإشادته ودفاعه عنهم في الندوات
لم تكتفي بتلك الأقاويل بل حاولت ان تشحن الشباب بعدم وقوفه معهم في قضاياهم الملفقة وتناسيت التضامن معهم والله وحده العالم ان كانت تلك الأقاويل في مقالتك بقصد او غير قصد
وتناسيت أيضاً اشادتك بتصرف السعدون عندما اعتقل ابنه مع الشباب بعد احدى ندوات ساحة الإرادة
الأمر العجيب هو كتابتك بأن السعدون ضد خطاب كفى عبثا لنسألك هل تناسيت بيان الأغلبية التضامني مع مسلم الذي صدر من ديوان السعدون وأن الخطاب يمثلهم والأكثر من ذلك حضور أحمد السعدون لقصر العدل متضامنا مع مسلم ؟
ومن المؤسف أيضاً ان تصل فيك الخصومة والتحامل عندما كتبت أين السعدون من كفالات الشباب ومن المعيب جداً أن تطلب من السعدون وغيره التكسب على ظهر قضايا الشباب لكن ان أردت الحق وحتى نبتعد عن ذلك التكسب الرخيص عليك ان تسأل من دفع كفالات الشباب بعد ندوة كفى عبثا وعليك ان تسأل أيضاً أعضاء لجنة تلقى أموال تبرعات الكفالات لكنك للأسف انزلقت بمنحدر المتحاملين
الآمر الآخر والذي يثير علامات الاستفهام كيف لشخص بمثلك يطالب بالحكومة المنتخبة ان يكتب " فقد كنا ومازلنا نعيب على الأسرة التزامها بقاعدة السن بدلا من الكفاءة في تقليد المناصب وعندما أتى المجلس الوحيد في تاريخ الكويت الذي يمثل الشعب خُذلنا كشباب بالتزام الأغلبية بنفس النهج " ! عجبا فهل تعي الفرق بين الشخص المنتخب والشخص المُعين !؟
ولم تكتفي بذلك القدر المخيب بل تعمدت ان تثير قصة من وحي الخيال بان السعدون ينسق مع احد المقربين من السلطة وتكتفي باسمه الاول جاسم لكن بعد سؤالنا لأحد المقربين منك عرفنا ان المقصود هو جاسم بودي الأمر الذي نسألك عنه كيف يجتمع مع بودي وهوا دائماً ما يسخر افتتاحياته الأسبوعية لضرب السعدون فمن نصدق ضرب بودي ام قصتك العجيبة ؟ ثم هل تريد ان نفتح ملف جاسم بودي وعلاقاته التجارية وشراكاته ؟
وقبل لا اختم الرد استذكرك ان في هذا الأسبوع جلسة سماع شهادة أحمد السعدون وسماع دفاعه عن الشباب بعد تصحيحه للبلاغ المقدم من الخرافي وأدعوك لحضور الجلسة والاستماع لكلمته وأن لا تكون معركتك التي تخوضها الآن شاذة عن الشباب
آخر سطر :
الآدمي تكشف مع الوقت خافيه
ويبين لك طيب الرجل من خماله
لا طالت الخوه ظهر كل ما فيه
و عرفت دقه وقتها من جلاله
أما طلع خويك اللي تخاويه
وإلا سمحت و قلت مالي و ماله